كتب رئيس التحرير

يمكن القول أن كتاب نشأة الإسلام وتطوره للمستشرق المجري Maróth Miklós الصادر عن معهد إبن سينا 2023 في بودابست هو السفر المحكم والموثق بالمراجع التاريخية لتاريخ الإسلام بعد إكتمال نزول القرآن الكريم، ذلك أن المكتبات في دول العالم تحفل بالكتب عن الإسلام وتاريخه من بينها كتب عن السيرة النبوية والتفسير والحديث والفقه والتصوف, بيد أن كتاب المستشرق Maróth Miklós الذي اهداني نسخة منه يغوص في المضامين التي يرنو له كل مهتم بمعرفة الإسلام كدين وصيروره حضارية.
يرى المؤلف في تقديمه أن هذا الكتاب غايته التعريف بالدين الإسلامي ليتعرف القارئ على حضاره و أن الكتاب يسعف قارئه لإمتلاك صورة عن الديانه الإسلامية، حيث أن الإسلام كباقي الديانات يبحث في طرائق الخلاص إلى الله.
كما أن المؤلف في تقديمه يشير إلى إحتواء الكتاب على أسماء كثيرة لإحداث هي من صلب الواقع والحقيقة وإن المهتمين والمختصين سوف يرون أن تلك الأسماء هي من صلب الحضارة العربية التي إكتست بالمضامين الإسلامية.
يبدأ الباحث كتابه من القرآن والسنة ويستعرض المدارس والمذاهب الإسلامية التي نشأت من المالكية، الحنفية، الشافعية، الحنبليه وطرائق فهم إمام كل مذهب للنصوص الشرعية، ولايتوقف عند الحركات الإسلامية التي خاضت في السياسة. إذ يرى أن الأخوان المسلمين مثلاً إنما هي حركة سياسية وليست دينية.
يركز المؤلف على أن الأديان بشكل عام كانت وراء نشوء حضارات وإن الإسلام شكل حضارة حفلت بالعلوم والأدب. كما أن الكتاب يبحث في المذهب الشيعي والمدارس الشيعية وهو بحث جدير برؤية أبعاده الدينية. كما أن الكتاب يشير إلى آيات القرآن وصوره و تقسيماتها بين مدنية ومكية. ويرى أن فهم القرآن يتطلب أن ينظر إليه بكليته وليس بجزء من السور والآيات.
يمكن القول بعد استعراض العناوين وفصول الكتاب (571 صفحة)، أن ما ورد فيه يشكل إضافة هامة للكتب المتعلقة بالإسلام والتي دأب المستشرقون المجريون على نشرها، حيث يسجل تاريخ الدراسات الإسلامية في المجر مؤلفات (Goldziher Ignác) والتي يعرفها المختصون في التاريخ الإسلامي والتي أثارت نقاشاً موسعاً.
ولعل صدور هذا الكتاب يشكل باعثاً للمهتمين و الحريصين على التاريخ الإسلامي التمعن فيه وتقدير هذا العمل الفكري الذي يغطي جانباً هاماً في إحاطة الرأي العام بالإسلام كرسالة سماوية ودين يعتنقه أكثر من مليار إنسان.