قام فخامة عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربي بزيارة إلى المجر في 11 أكتوبر للمشاركة بقمة دول تجمع فيشغراد (Visegrádi négyek). و إجراء مباحثات مع قادة المجر لتطوير العلاقات الثنائية.
تم خلال الزيارة إجراء مباحثات مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان ومع فخامة الرئيس المجري آدار يانوش
أكد الرئيس المصري تطلع مصر لأن تشهد فترة رئاسة المجر الحالية لتجمع “فيشجراد” تطوراً ملموساً في مجالات التعاون المختلفة مع مصر، وذلك في ظل الخبرات العميقة التي تتمتع بها دول التجمع في العديد من المجالات، خاصةً على مستوى التعاون الاقتصادي والقطاع السياحي، ومثمناً في هذا الإطار التعاون المتنامي بين مصر ودول “فشغراد”، لما يعكسه ذلك التعاون من تماثل في الرؤى حول مجريات الأوضاع الإقليمية والدولية، لا سيما مع حالة عدم الاستقرار التي تشهدها الساحة الدولية.
أشاد رئيس الوزراء المجري خلال المباحثات بالطفرة التنموية الملحوظة التي تشهدها مصر خلال السنوات الأخيرة، مؤكداً تطلع بلاده لتعزيز الاستثمارات المتبادلة في العديد من القطاعات وتوسيع حجم التبادل التجاري بين البلدين وإحداث نقلة نوعية في العلاقات الاقتصادية المصرية المجرية، خاصةً من خلال مشاركة الشركات المجرية في تنفيذ المشروعات القومية العملاقة في مصر.
تم تبادل الرؤى خلال المباحثات فيما يخص تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط، حيث أشاد رئيس الوزراء المجري بالتحركات المصرية الأخيرة في هذا الملف على أعلى مستوى، وكذا الجهود المصرية الحثيثة لتثبيت وقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ومبادرة مصر لإعادة إعمار قطاع غزة.
وإتفق الجانبان على أهمية العمل على تكثيف الجهود الدولية بهدف حلحلة عملية السلام واستئناف المفاوضات، سعيًا نحو تسوية الأزمة الفلسطينية استنادًا لقرارات الشرعية الدولية.
وإذا كانت الزيارة حملت قضايا التعاون بين البلدين إلا أنها حملت ايضاً نزوع القيادة المصرية للإنفتاح على التعاون الدولي خاصة دولة مثل المجر ترتبط معها بعلاقات تاريخية. ولعل العلائم النهضوية التي طبعت قيادة الرئيس السيسي منذ إستلامه مقاليد الحكم في مصر عام 2014 أخذت تسري على أكثر من صعيد فالرئيس السيسي يحمل رؤى نهضوية وتجلى ذلك في المشاريع العملاقة التي أطلقها مثل إنشاء المدن الجديدة والمدن الصناعية والنهوض بالتعليم وتثبيت أركان الدولة وإعادة بناء مؤسساتها وأحداث نهضة تنموية شاملة.
ولعل مايجب ذكره في هذا المقام تقدير المثقفين العرب لما دعا إليه الرئيس السيسي عام 2015 إلى ثورة دينية للتخلص من أفكار ونصوص تم تقديسها على مدى قرون داعياً شيوخ الأزهر الى إعادة قراءتها بفكر مستنير.
وإذا كان الحبور قد أصاب الجالية العربية بفعل زيارة الرئيس السيسي فإن التاريخ قد علمنا أن قدر مصر أن تكون قاطرة الأمة العربية فمواقفها تنبئ عن عبقرية وروح المكان التي تحدد شخصيتها وأفقها الحضاري.