ثمة أسئلة يحملها زائر الدكتور رياض نابلسي مؤسس وصاحب شركة Kőröstej للألبان والأجبان المجرية في مكتبه ببرج Duna المطل على شاطئ الدانوب.
السؤال الأبرز هو: كيف قادت المقادير الفتى الطرابلسي ابن التسعة عشر عاماً إلى المجر لدراسة الطب قبل حوالي نصف قرن ومن ثمّ عمله كطبيب حقبة من الزمن وإنتقاله الى عالم الأعمال بعد أن أبدع في حقل الطب.
والسؤال الذي يلي ذلك: كيف استطاع ولوج عالم الأعمال ليضحي آية على إبداع اللبناني التاريخي في ديار الإغتراب ورمزاً من رموز الجالية العربية التي برزت في نسيج المجتمع المجري.
لعل المرء يجد الإجابة في عدة مناح أبرزها خلفية العائلة ذات الجذور والقيم والعلم التي انغرست في مدينة طرابلس اللبنانية مستقيةً من تاريخها وعراقتها معان الوصل والتواصل. كونها تقع على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط وتربط المدن الساحلية بمدن سوريا الداخلية ومدن العراق والخليج العربي.
من هنا تغدو الإجابات على الأسئلة المداعبة للشعور ماثلة في عطائه وقدرته على إدارة أربعة معامل يعمل فيها أكثر من ألف عامل.
مقدما نموذجا لجودة المنتوج المجري، ويتفرغ رغم اعماله في فعاليات غرفة التجارة والصناعة المجرية ورئاسة مجلس الأعمال السعودي المجري عام 2015 والبحث عن طرائق تطوير العلاقات الإقتصادية العربية المجرية في فعل تواصلي يغدو ملحاً في هذا الزمن وبات أكثر إلحاحا في ظروف جائحة كورونا التي عمل على تجاوزها ليبقى انتاج معاملة مغطياً للسوق المجري ولبقع جغرافية في العالم ومنها منطقة الشرق الأوسط.
وإذا كان الدكتور رياض نابلسي يمثل شريحة من العرب الذين أتوا المجر قبل قرابة نصف قرن فإنه في مسار حياته وعمله وحضوره يمثل قصة نجاح وريادة، مكللة بالبعد الإنساني والتفاعل مع قضايا وطنه لبنان الذي مثل على الدهر رسالة محبة وتواصل وجسر حضاري لتضحي تلك المسيرة من الحياة جديرة بالتماهي.