يحتفل الشعب المجري في 23 أكتوبر من كل عام بذكرى ثورة 1956 ضد التسلط الشيوعي والتي أضحت رمزاً تاريخياً في سياق حركة التحرر العالمي التي ترنو للحرية والإستقلال، ففي وقائع الثورة و أدبياتها دروس وعبر يتماهى معها نضالات الشعوب التواقة للتحرر ومقاومة الإحتلال.
وفي كلمة له في هذه المناسبة أشار دولة Orbán Viktor رئيس وزراء المجر الى أن دروس التاريخ تظهر أنه لا يجوز القتال إلا من أجل المجر وحرية المجريين، وأرجع مواقف المجر السياسية الراهنة إلى روح ثورة 1956 وذلك في إشارته الى أن قيادة الإتحاد الأوروبي لا تقبل أن تتخذ المجر قرارات مستقلة وسيادية، إنهم يريدون تنصيب حكومة دمية بين أيديهم و أن قرارنا اليوم هو كما كان عام 1956.
وفي لقاء لمجلة الدانوب الأزرق مع المستشرق المجري Maróth Miklós في هذه المناسبة تحدث عن رؤيته لمضامين الثورة، وسياقها التاريخي و افاقها الإنسانية حيث يشير الى أنه كان إبان إندلاع الثورة شاباً يافعاً في الصف الثامن وهو لا ينسى ماجرى قبل الثورة حيث كان الناس خائفين من السلطة الحاكمة مؤكداً أن الشعب المجري لم يقبل الإشتراكية المفروضة بالقوة، حيث كانت السلطة الحاكمة تعمل على القضاء على أصحاب الملكية الخاصة وكان الشعب يئن تحت سلطة قمعية ومستوى حياة منخفض مما أفقد المجر الحرية والإستقلال فلقد أراد الشعب المجري في انتفاضته وثورته القضاء على الصورة القمعية للاشتراكية، أراد اشتراكية تناسب الخصوصية والنفسية المجرية.
وفي السياق التاريخي يرى أن الثورة شكلت إمتداداً لحروب الإستقلال التي خاضها الشعب المجري من أجل الحرية، ولعل ما يجري في أوروبا وسعي البعض ليفرض علينا أنماط الحياة ووصاية سياسية يظهر رفض الشعب المجري لتلك السياسات لإنه ناضل في تاريخه لتحقيق قيم الاستقلال والتحرر.