يسجل مسار العلاقات بين المجر ودولة الكويت نموذجاً للعلاقات بين الدول والشعوب الناشدة للتعاون والتقدم وتبادل الخبرات. وقد سجل العام المنصرم مرور ستين عاماً على العلاقات بين البلدين حفلت بكل تجليات الشراكة والمنفعة المتبادلة، علاقات تطورت و نمت على مدى ستُون عاماً ، تم من خلالها بناء علاقات سياسيه متوازنة ومتينه و من المتوقع أن يشهد المستقبل زيارات متعددة لكبار المسؤولين في البلدين و توقيع أربع إتفاقيات ثنائية في عدة مجالات مثل ( اتفاقية الأمن السيبراني واتفاقية منع الإزدواج الضريبي و تشجيع الإستثمار).
شارك فريق الصالات الهنغاري لكرة الصالات مؤخراً في اللعب بدولة الكويت مع منتخب دولة الكويت ، وشاركت العديد من الفرق الرياضية باللَعب مع المنتخبات الهنغارية ، و نطمح الى المزيد من الأنشطة الثقافية والمعارض التجارية والاحداث الرياضية.
وتعد الكويت الدولة الأولى في منطقة الخليج العربي التي أقامت معها المجر علاقات دبلوماسية رسمية. إن العلاقات الودية الوثيقة بين البلدين والتي تطورت على مدى نصف القرن الماضي، قد حصلت على زخم جديد من خلال سياسة الانفتاح نحو الشرق التي تنتهجها المجر، والتي تضع منطقة الخليج – بما في ذلك الكويت – في بؤرة السياسة الخارجية المجرية.
العلاقات الاقتصادية بين المجر والكويت
تسجل أدبيات وزارة الخارجية في المجر الى أن العلاقات الاقتصادية بين المجر والكويت تعود إلى أكثر من 40 عامًا. وكانت أول دولة من بين دول الخليج العربي ألتي أقمنا معها علاقات دبلوماسية عام 1964. وعلى مدى السنوات العشر الماضية، تمكنت هذه الشراكة من التوسع بشكل أكبر، وناقش الطرفان المجري والكويتي إمكانيات جديدة لذلك خلال المشاورة التي عقدت مؤخرا. كما أنه نتيجة للعقد الماضي تم إنشاء اللجنة الاقتصادية المجرية الكويتية المشتركة، والتي من خلالها يمكن تعزيز العلاقات القائمة وتشكيل تعاون جديد. جزء مهم من التعاون الثنائي هو أيضًا إجابات المواقف المماثلة بشأن القضايا الجيوسياسية والعالمية. بالإضافة إلى ذلك، تلتزم المجر أيضًا بنظام الشنغن للإعفاء من التأشيرة لدول مجلس التعاون الخليجي. والموقف بين البلدين مماثل فيما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية، فكلا القيادتين تؤيد وقف إطلاق النار المبكر والسلام.
وتتميز التجارة الخارجية المجرية الكويتية بالأصول المجرية. من بلادنا، تصل بشكل رئيسي المركبات والمعدات الإلكترونية والمنتجات الكيماوية والحبوب (الشعير بشكل أساسي) والمواد الغذائية (منتجات الألبان والدقيق) إلى الدولة الواقعة في جنوب غرب آسيا. وفي عام 2021 بلغت صادرات المنتجات من المجر إلى الكويت 71.2 مليون دولار. ورغم أن حجم الصادرات المتدفقة إلينا من الكويت منخفض، إلا أن كل ذلك يتيح لنا الفرصة لتوسيع الشراكة في هذا الاتجاه أيضا. يتم تسليم الغالبية العظمى من المعدات الإلكترونية (90 بالمائة) إلينا من الكويت، ويمكننا أيضًا العثور على أجبان (3.68 بالمائة) ومنتجات كيميائية (2.06 بالمائة) من هذا المنشأ.
وبالإضافة إلى تطوير علاقات الطاقة، فإن التعاون المتوخى حتى الآن قد يمتد أيضًا إلى مجالات الزراعة وصناعة الأغذية وصناعة الأدوية. وبعد المشاورات التي جرت في يوليو، أعلن وزير التنمية الاقتصادية مارتون ناجي أن هدف الكويت هو أن تصبح مركزا ماليا وتجاريا وثقافيا في المنطقة بحلول عام 2035.
وتنشط العديد من الشركات المجرية في السوق الكويتي ومن المتوقع أن تشارك الشركات المجرية في بناء مترو الكويت.
ولعل من المفيد أن نذكر في هذه الإضاءة ما يردده كبار المقيمون العرب المتابعين لمسار العلاقات الدولية بأن الكويت كانت البلد العربي الوحيد في الخليج العربي الذي كان يقيم علاقات مع المجر عندما كان يحكمها النظام الإشتراكي. وأن العديد من الفرق الكروية الكويتية كانت تقيم معسكراتها التدريبية في المجر. وأن المجلس الوطني للثقافة والآداب في الكويت قام بترجمة روايات من الأدب المجري إلى اللغة العربية.
كما أن المثقف الكويتي طارق رجب كان معروفاً في المجر وقد زود المتاحف المجرية بمعروضات تجسد الثقافة العربية الإسلامية.