أضحى التوثيق مهمة وطنية لدى العديد من الدول لحفظ إرثها التاريخي وتربية الأجيال تربية مكينة قوامها المعرفة بالتاريخ والتسلح بمضامينه لبناء المستقبل.
في هذا الإطار يمكن التوقف عند التجليات الثقافية التي رافقت معرض الدوحة الدولي للكتاب والذي ضم في فعالياته كتاب (قطر التي عشناها وشعبها وحكامها) لسعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني. وهو كتاب توثيقي هام يرصد المراحل التاريخية التي مرت بها دولة قطر ويميط اللثام عن حقب تاريخية أضحت مدعاة للحضور في هذا الزمن العربي وهو الى ذلك وثيقة تاريخية عن بلد عربي تقضي ضرورات التواصل المعرفي العربي الإطلاع على وقائعه.
وفي ندوة في معرض الدوحة الدولي للكتاب أشار المؤلف الى أن فكرة الكتاب جاءت من رغبته في التأريخ بالوثائق والصور النادرة لمسيرة قطر منذ نشأتها إلى اليوم بالاعتماد على مصادر موثوقة وما قرأت، وسمعت ورأيت من مواقف حية في مجالس أهل قطر وحكّامها. مشيراً الى معاصرته لستة من أصل ثمانية من حكام قطر.
وأشار الشيخ فيصل إلى أن الكتاب يأتي في عشرة فصول، ونعمل على ترجمتة إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية والتركية والصينية والهندية والفارسية والبرتغالية، موضحا أن الكتاب يتناول نشأة قطر التي مرت بالعديد من التّحديات الصعبة وسنوات الشدة التي لا تخطر على بال بشر، قبل أن تتصدّر قائمة الأغنى، والأعلى دخلًا للفرد سنويًّا، وصاحبة أفضل مطار وأفضل شركة طيران وأكبر مُصدِّر للغاز الطبيعي المُسال في العالم مطلع القرن الحادي والعشرين، ولتلك التحديات والإنجازات مسيرة مُلهمة.
ولفت إلى أن الكتاب يوضح بالوثائق والصور والأرقام مسيرة النهضة الواسعة التي يقودها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد، وكيف واجه سموه ظروفًا استثنائية عززت قدرته على إدارة دفة البلاد وحماية سيادتها بالتفاف تاريخي من أهل قطر. وشكلت قيادته في تلك الفترة العصيبة مرحلة حاسمة ليس فقط في مسيرة حكم سموه، بل في تاريخ قطر ومصيرها للأبد. وكيف تعززت مكانة سموه على الساحة العالميَّة كزعيم شاب يدافع عن بلده بكل تحضر ورقي وحكمة.
وإجمالاً يمكن القول أن هذا الكتاب يشكل إضافة هامة للمكتبة العربية ويغني البعد التاريخي لمسار الأحداث في التطور الذي تعيشه المنطقة العربية مما يعزز القناعة بأن تتم ترجمته إلى لغات عدة وتوزيعة على مراكز الأبحاث والجامعات والمؤسسات الأكاديمية لأنه يحمل بعداً تاريخياً لمسار بلد عربي ويسعف الباحثين في دراساتهم وأعمالهم الفكرية للإتكاء على المعلومات الموثقة من مصادرها الأصلية.