تم الإعلان في سوريا في 3 من يوليو عن إطلاق “هوية بصرية جديدة” قال الرئيس في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، إنها “تعبر عن سوريا التي لا تقبل التجزئة ولا التقسيم، الواحدة الموحدة، وتعكس التنوع الثقافي والعرقي”.
وأضاف الشرع خلال احتفالية إطلاق الهوية البصرية في قصر الشعب بدمشق أنها “تعبر أيضا عن بناء الإنسان السوري، والقطيعة مع منظومة القهر والاستبداد، وتشكل بداية هوية جديدة لدولة عزيزة وحياة كريمة تنتظر السوريين”.

وأكد أن “احتفال اليوم لهو عنوان لهوية سوريا وأبنائها بمرحلتها التاريخية الجديدة، هوية تستمد سماتها من هذا الطائر الجارح، تستمد منه القوة والعزم والسرعة والإتقان والبصر الحاد والقنص الذكي والابتكار في الأداء، فهو المناور البارع، والسابح في الفضاء، المحلق في العلياء، وهو الصائد الماهر، والمنقض المحترف، والباسط جناحيه لحماية أهله وأبنائه، ولونه لون المعدن النقي الصافي الذي لا يبلى، وهكذا حال أهل سوريا عبر التاريخ، وهكذا يجب أن يكونوا في عصرهم الجديد”.
وفي حديث مع وكالة سانا السورية أوضح الأستاذ وسيم قدورة – وهو من الفلسطينيين الذين تربوا وعاشوا وتعلموا في سوريا – مدير فريق تطوير الهوية البصرية أن مسيرة تصميم العقاب الذهبي كشعار جديد لسوريا جائت تتويجاً لعمل جماعي شارك فيه مختصون سوريون من أكثر من ثلاثين دولة حول العالم، وتميّز بدلالات سياسية واجتماعية ووطنية عميقة عكست صفات الشعب السوري، وعبّر عن وحدة البلاد وسيادتها، كما اتبع المصممون السوريون نهجاً بصرياً عصرياً ومستلهَماً من الحضارات السورية القديمة، ليتحرر العقاب من عبث النظام البائد، ولتعود السلطة إلى دورها بحماية الشعب وخدمته.

وأوضح أن اختيار العقاب الذهبي كشعار لسوريا يرمز في إحدى دلالاته إلى الشعب السوري، واختياره كان رمزياً بامتياز؛ فالعقاب طائر نبيل، وشجاع للغاية، لا يطير ضمن أسراب، بل بشكل منفرد، وهو رمز للاستقلالية والكرامة، ويتمتع بنظرة ثاقبة، إضافة إلى أنه طائر قوي يتحمّل الصعاب ويتميّز بالعزّة والكبرياء، وهي الصفات التي يتميّز بها الشعب السوري.
وأشار إلى أن الدراسات التاريخية والأبحاث التي أُجريت أكّدت أن العقاب موجود في العديد من الحضارات القديمة في سوريا، بينما كان اختيار اللون الذهبي دلالة على السمو والرفعة.
وحول اتجاه رأس العقاب، بيّن قدورة أن الدراسات كشفت أنه في ظل النظام البائد، وتحديداً خلال فترة حكم حافظ الأسد، تم توجيه الشعار القديم نحو اليسار، للدلالة على قدوم الخطر من تلك الجهة بعد الخلاف الذي وقع بين حزب البعث في سوريا ونظيره في العراق، بينما العرب عادةً ما يربطون المستقبل والتطور بالاتجاه نحو اليمين، ولذلك كان القرار أن يكون اتجاه رأس العقاب نحو اليمين، في دلالة على التطلّع إلى المستقبل.