يحمل التاريخ العربي المعاصر أسماء رموز علمية وأدبية عربية حضرت في الواقع العربي وعرّفت العالم بجنوح المجتمعات العربية إلى الألق العلمي والفكري.
في هذه السلسلة ستقوم الدانوب الأزرق بعرض لهذه الرموز العربية التي لم تأخذ حقها في المعرفة في لجة مايموج من أحداث وتباينات في العالم العربي.
الأخوان نايفة
منير حسن نايفة
عالم ذرّة فلسطيني الأصل يحمل الجنسية الأميركية، من مواليد 1945. حاصل على درجة الدكتوراه في حقل الفيزياء الذرية وعلوم الليزر من جامعة ستانفورد الأميركية، وعمل من عام 1977 وحتى 1979 باحثا فيزيائيا بمعامل أوج رج.
يتبوأ نايفة حاليا منصب بروفيسور الفيزياء في جامعة إلينوي في أوربانا شامباين، وهو مؤسس ورئيس شركة «نانويسي أدفانسد تكنولوجي»، وحاصل على أكبر عدد من براءات الاختراع في صنع جزيئات النانو سيليكون بعدد 23 براءة، كما أنه يحمل عددا من براءات الاختراع المشتركة مع علماء في المملكة العربية السعودية والأردن.
علي حسن نايفة
سافر البروفيسور علي حسن نايفة من مواليد 1933 للولايات المتحدة الأميركية لإكمال دراسته الجامعية في سنة ١٩٥٨ وكان في جيبه ١٠٠ دولار فقط حيث حصل على منحة غطت تكاليف الدراسة في كلية جامعية ودفعت له ٥٠ دولار فقط مما اضطره للعمل لدى عائلة أميركية كجليس لرضيع عمره ٦ أسابيع حيث كان يحممه ويلاعبه ويعتني به مقابل الطعام ومساعدة مالية والإقامة المجانية لدى العائلة الأميركية التى كن لها البروفيسور نايفة محبة وتقديرا لبقية حياته.
سرعان ما اكتشف دكتور من جامعة ستانفورد العريقة موهبة البروفيسور نايفة وأقنعه بالإلتحاق بالجامعة للدراسة مجاناً سنة ١٩٥٩ ليتخرج ابن الأمة العربية البار بدرجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراة في الهندسة الفضائية بمرتبة الشرف العظيم بعد ٤ سنوات ونصف فقط من بدء دراسته.
بعد تخرجه بدرجة الدكتوراة من جامعة ستانفورد، عمل البروفيسور نايفة في مراكز أبحاث معنية بعلوم الفضاء والطيران.
حصل البروفيسور نايفة على العديد من الجوائز العلمية المرموقة أهمها جائزة بنجامين فرانكلين للهندسة الميكانيكية وجائزة فرانكلين هذه تعادل جائزة نوبل في مجالات الهندسة والعلوم وممن فازوا بها عبر القرنين الماضيين أديسون وأينشتاين ومادام كوري وغيرهم من عباقرة العلوم الحديثة.
غازي القصيبي
غازي القصيبي (1940 – 2010) هو شاعر وأديب سعودي راحل سطر العديد من المؤلفات الأدبية المميزة والتي جعلت منه أحد أهم الكتاب السعوديين كما كان دبلوماسياً شغل العديد من المناصب.
غازي عبد الرحمن القصيبي كان سياسي ليبرالي، دبلوماسي، بروفيسور، محامي، أديب روائي وشاعر سعودي، يعد من بين كبار التكنوقراطيين في المملكة العربية السعودية، شغل العديد من الوظائف الهامة في الدولة، كما قدم أعمال أدبية متنوعة جعلته من أهم الأدباء السعوديين.
وعلى الرغم من تنوع مهامه وتعددها كان للأدب المكانة الأهم لديه، إذ ترك مايقارب ستين أثراً أدبياً من الشعر والروايات.
أهم ما قدم الأديب القصيبي من أعمال روائية: شقة الحرية، حياة في الإدارة، العصفورية، سعادة السفير، الجنية، العودة سائحًا إلى كاليفورنيا، حكاية حب، وآخرها نشرت بعد وفاته بفترة وجيزة هي أقصوصة الزهايمر.
بدر شاكر السياب
بدر شاكر السياب (1926 – 1964)، أحد أهم الشعراء العراقيين والعرب في القرن العشرين، والذي يتصدر طليعة مؤسسي الشعر الحر في الوطن العربي رفقة نازك الملائكة. وتعد قصيدة السياب «هل كان حبا» أول قصيدة له في كتابة الشعر الحر. قريحة الشاعر وموهبته الشعرية قد تفجرتا منذ الصغر في قريته جيكور الصغيرة -الواقعة بالقرب من أبي الخصيب إلى جنوب شرقي البصرة- حين كان لا يتجاوز الثانية عشرة، في مدرسته الابتدائية في أبي الخصيب.
ولد بدر شاكر السياب في عام 1926، لأب كان يعمل في مساعدة والده في رعاية النخيل. ولد الشاعر في فترة حرجة من تاريخ العراق المعاصر الذي كان تحت سلطة الاحتلال الإنجليزي، وألقت الظروف السياسية بظلالها على كاهل بدر في مختلف مراحل حياته، فأثقلتهُ، وعانى ما عاناه سواء من السجن أو الرفض من العمل والطرد أو ملاحقة المخبرين أو الهرب إلى منفى اختياري في الكويت خشية الاعتقال، وكانت مادة دسمة لكثير من قصائده التي دوّن بها هذه الأحداث.
محمد أركون
ولد أركون عام 1928 في بلدة تاوريرت في تيزي وزو بمنطقة القبائل الكبرى بالجزائر ذات الأغلبية الأمازيغية.
بدأ دراسته الجامعية بكلية الفلسفة في الجزائر قبل أن يواصل دراسته في جامعة «السوربون» الشهيرة في باريس، وحصل على شهادة الدكتوراه منها.
وعمل اركون أستاذا لتاريخ الفكر الإسلامي والفلسفة في السوربون منذ نهاية ستينيات القرن الماضي، كما عمل كباحث في عدة جامعات في ألمانيا وبريطانيا.
واشتهر الباحث الفرانكوفوني باستخدام مناهج علمية عدة بينها الانثروبولوجيا التاريخية واللسانيات وأدوات قراءة التاريخ في دراسة الأديان والنصوص الدينية.
يعتبر أركون واحداً من أبرز الباحثين في الدراسات الإسلامية المعاصرة حيث يعتبر ناقداً للنظريات المتأصلة في هذا الميدان.
وقد كتب أركون واصفا عمله ضمن ما أطلق عليه مسمى «مجموعة باريس» داخل الجماعة الأوسع للبحث الإسلامي – المسيحي «حاولت أن أزحزح مسألة الوحي من أرضية الإيمان العقائدي «الأرثوذكسي» والخطاب الطائفي التبجيلي الذي يستبعد «الآخرين» من نعمة النجاة في الدار الآخرة لكي يحتكرها لجماعته فقط. قلت حاولت أن أزحزح مسألة الوحي هذه من تلك الأرضية التقليدية المعروفة إلى أرضية التحليل الألسني والسيميائي الدلالي المرتبط هو أيضا بممارسة جديدة لعلم التاريخ ودراسة التاريخ».
وترك مكتبة واسعة من المؤلفات بينها نزعة الانسنة في الفكر العربي: جبل مسكويه والتوحيدي، الفكر الاصولي واستحالة التأصيل نحو تاريخ اخر للفكر الاسلامي، الاسلام – اوروبا – الغرب: رهانات المعنى وارادات الهيمنة، من فيصل التفرقة الى فصل المقال.
هشام جعيط
ولد هشام جعيط (1935 – 2021) في عائلة مثقفة تتكون من قضاة ومسؤولين كبار وعلماء دين في تونس العاصمة.
درس جعيط بالمدرسة الصادقية في تونس العاصمة، وواصل تعليمه العالي في فرنسا حيث تحصل على الدكتوراه في التاريخ الإسلامي من جامعة السوربون بباريس سنة 1981.
كانت معرفته بالمجتمع الأوروبي والمدرسة الاستشراقية، بالإضافة إلى تعمقه في التاريخ الإسلامي، ميزة حقيقية جعلت من كتاباته إضافة مهمة ومرجعا أساسيا في فهم الشخصية العربية والإسلامية، وفهم العلاقة بين الغرب والعالم الإسلامي.
كان هشام جعيط أستاذا فخريا لدى جامعة تونس، درّس كأستاذ زائر بعدة جامعات عربيّة وأوروبية وأميركية، منها جامعة «ماك غيل» في مونتريال وجامعة بركلي في كاليفورنيا ومعهد فرنسا (Collège de France). كما شغل منصب رئيس المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون (بيت الحكمة) بين عامي 2012 و2015.